Admin Admin
عدد الرسائل : 163 تاريخ التسجيل : 17/02/2008
| موضوع: بيان إلا الحبيب صلى الله عليه وسلم الخميس فبراير 28, 2008 6:33 pm | |
| الحمد لله الذي شرع الجهاد في الدين لقمع الكفار والمعتدين ، وإطفاء نار المشركين ، وحتى لا تكون في الأرض فتنة ويكون الدين كله لله وحده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد :-
فإن بعض الكفار في بلاد الدنمارك قد تجرأت أقلامهم وتحركت عداوتهم في شتم رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم ، وقد بالغوا في السب والإيذاء حتى بلغ منتهاه ، وإننا لا نرضى البتة أن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أن تنتهك حرمته ، وحيث تجرأ الكفار في تلك البلاد هذه الجرأة ووصل بهم الحال إلى هذه المرحلة فإننا لابد أن ننبه على عدة أمور :-
الأول : أنه لابد من اجتماع كلمة المسلمين ووحدة صفهم لنكون يداً واحدة في صد هذا العدوان السافر ، ويجب علينا الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم سلفنا الصالح حتى تكون العزة لنا ، فإن الله تعالى قضى بأن العزة له ولرسوله وللمؤمنين ، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بالاستمساك الكامل بالكتاب والسنة واعتمادهما وجعلهما المصدر الوحيد للتشريع في البلاد الإسلامية ، ولابد من نسف هذه القوانين الوضعية التي وضعها هؤلاء الأعداء الذين بانت أنياب عداوتهم وانتهكوا حرمة مقدسات قلوبنا في سب نبينا عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم ، فأدعو جميع ولاة الأمر في سائر البلاد الإسلامية أن يرجعوا إلى تحكيم الكتاب والسنة تعبداً لله تعالى وأن يتوبوا إلى الله تعالى من تحكيم القوانين الوضعية المستقاة من فرنسا وبريطانيا وأمريكا ، فإن نبذ الشريعة واطراح تحكيم الكتاب والسنة من أعظم السب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كنا صادقين في إرادة جمع الكلمة واتحاد الصف فلنرجع إلى حياض الكتاب والسنة ولنعض عليهما بالنواجذ ، ولنحذر كل الحذر من الأهواء المضلة والمذاهب المختلة والآراء المعتلة المخالفة للمنقول والمناقضة للمعقول ، ولكن كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظاهراً وباطناً في الاعتقادات والأقوال والأعمال ، لأننا لن نكون مؤمنين حقاً إلى بالاستمساك بذلك الاستمساك الكامل ، فإذا كنا كذلك فلنبشر بنصر الله تعالى وعزته قال الله تعالى " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ " آل عمران103 ، وقال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ .. " محمد7 الثاني : أن نعلم أن سب الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم المصائب والدواهي على الأمة ، وقد أخبرنا ربنا عز وجل أنه ما أصاب من مصيبة فذاك مما كسبته أيدينا ، قال تعالى " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ " وهو من أعظم الفساد قال تعالى " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " الروم41 ، فالواجب على المسلمين جميعاً أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كسبت أيديهم من الذنوب والمعاصي وأن نحقق قول الله تعالى " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " النور31 ، وهذه التوبة لابد أن تكون توبة عامة تهتم بتحقيقها الدول الإسلامية ومجتمعاتها وأفرادها وأن يرجعوا إلى الله تعالى ، وأن يندموا على ما فات ويقلعوا عن الذنب فوراً ويعزموا على عدم العودة مع رد الحقوق إلى أصحابها والمظالم إلى أهلها بصدق وأمانة وقولٍ قد توافق عليه الباطن والظاهر ، فإننا في غاية الافتقار والحاجة إلى الله جل وعلا ، وما عنده جل وعلا لا يطلب بمعصيته بل لا يطلب إلا بطاعته ودعائه والتضرع إليه والانكسار عند عتبة بابه جل وعلا ، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة ، فلابد من التوبة من صرف العبادة لغيره جل وعلا من الذبح للقبور ودعائها والاستغاثة بأصحابها والطواف بقبورهم والنذر لها ، ولابد من التوبة من تحكيم غير شريعة الإسلام التوبة النصوح الصادقة ، ولابد من التوبة من أكل الربا ومحاربة البنوك الربوية وأن لاتجد لها مكاناً آمناً في البلاد الإسلامية ، ولابد من التوبة من أكل أموال الناس بالباطل ، ولابد من رد الحقوق إلى أهلها والأمانات إلى أصحابها ، ولابد من التوبة من شرب الخمور ومعاقرة المخدرات ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ويجب على أصحاب القنوات الفضائية من المسلمين أن يتوبوا إلى الله تعالى مما يعرض في قنواتهم من الفحش والأمور المخالفة للشريعة ، ولابد من التوبة من الرشوة وبخس الناس حقوقهم وغير ذلك ، فيجب أن نتوب إلى الله تعالى توبة صادقة نصوحا ً وأن نتقية عز وجل بفعل الأوامر وترك النواهي فإن هذه التوبة هي المخلص مما نزل من البلاء قال تعالى " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ " فالله الله أيها المسلمون بهذا الأمر العظيم والخطوة المباركة في حياة الأمة .
الثالث : أنه يجب على كل مسلم على وجه الأرض أن يعلم أن هذه القضية هي قضيته ، وأنه لا يغني مدافعة أحد عن أحد ، بل لابد أن يشارك في رفعها كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن يعلم أن من مقتضيات الموالاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم محبته ونصرته وهما أمران متلازمان ، فلا محبة إلا بنصرة ولا نصرة إلا بمحبة ، فإذا كنا صادقين في موالاته فلا بد من القيام برد هذا العدوان بكل ما تستطيعه أيها المسلم ، فإن كنت ملك بلاد أو رئيس دولة إسلامية فالواجب عليك أن تنكر هذا المنكر بمراسلة رئيس هذه الدولة الظالمة لنفسها ومناصحته بكف هذا العدوان وتخويفه من مغبته ، وأنه سبب لهلاك بلاده في العاجل أو الآجل ، وأن يتوعده إن لم يفعل ذلك بقطع العلاقات بينهما وسحب السفراء من بلاده ، وطرد سفرائه من بلاده الإسلامية ، فإن أهل العهد لا بد أن يلتزموا بشروط العهد ، ومن أعظم شروطه أن لا يقدحوا في شريعتنا ولا يسبوا رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فإن أخلوا بذلك فلا عقد ولا علاقات ، وإن كنت من العلماء أو من طلاب العلم فلا بد من كتابة الرسائل لأهل تلاك البلاد من العقلاء فيها تبين فيها وجوب العدل و الإنصاف ، ومنزلة النبي صلى الله عليه وسلم وتحذرهم من مغبة هذه الشتائم ، وأن تدعوهم إلى الإسلام وتبين لهم أنه دين الحق والعدل ، وأن الله تعالى لا يقبل من أحد ديناً سواه ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الناس كافة ، أبيضهم وأسودهم ، والعرب والعجم ، وأنه لا يسمع به أحد من الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن به إلا كان من أصحاب النار ، وأن تأمرهم أن يكفوا هذه الصحافة عن غيها وأن يوقفوها عند حدها ، وأن تعلمهم أن ساب الرسول صلى الله عليه وسلم زيادة في الكفر وأن حقه القتل مطلقاً ، حتى وإن وجدناه متعلقاً بأستار الكعبة ، فإن حقه صلى الله عليه وسلم لا يسقط ، إلى غيره مما يجب على أهل العلم حيال هذه النازلة الكبيرة ، وإن كنت إعلامياً فعليك أن تُسخر قلمك لنصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والذب عن حياضه ومحاربة من نال منه ، بقلم الصدق والعدل والنصيحة وأن تسخر صحيفتك لإعلاء كلمة الحق والدعوة إليها ، فكما أنهم سخَّروا صحافتهم للنيل من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فلا بد أن نعاملهم بنقيض قصدهم ، ونسخِّر أقلامنا وصحافـتنا وسائر وسائل إعلامنا المرئية والمسموعة والمقروءة لنصرته صلى الله عليه وسلم ، وإن كنت تاجراً فعليك مقاطعة منتجات هذه الدولة الظالمة لنفسها واستبدالها بغيرها فإنهم يحبون المال حباً جما ، وهذه المقاطعة توجب الخسارة الكبيرة لهم وذلك لضربهم في أعز ما يعظمون ، فلا تدخل منتجات هذه الدولة الظالمة لنفسها إلى بلاد المسلمين عقوبة وإهانة لهم ونصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً مما ترك ، وبالجملة فلا بد من أن تستشعروا أن هذه النازلة تخصنا وتهمنا جميعاً ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعز وأحب إلينا من أنفسنا وأولادنا ووالدينا والناس أجمعين ، ولا بد من استغلال هذه النازلة في إحياء محبته صلى الله عليه وسلم في قلوب الخاصة والعامة ، وتوضيح حقوقه للصغار والكبار والزوجات والأمهات والآباء ، وجماعة المسجد وأن تُطرق هذه الموضوعات من الخطباء والدعاة ، في المجالس العامة والخاصة ، حتى يتبصر الناس في دينهم ويهتموا بتحقيق هذه الحقوق لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
الرابع : أن يعرف عامة المسلمين أن هؤلاء الكفار هم الإرهابيون الحقيقيون ، وهم الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، ولا يراعون عقيدة ولا أخلاقاً ولا ديناً ولا مشاعر ولا قيماً ، وأنهم يكذبون في دعواهم الحرية الديمقراطية وإطلاق الشعوب من أسْرِ التبعية ، وأنهم أفاكون في دعوى السلام العالمي ، بل هم الذين يثيرون شرارة الحروب بين الشعوب ، وللأسف أنهم قد استأسدوا في وقت ضعفت فيه كلمة المسلمين ، فإياك أيها المسلم أن تغتر بهذه الشعارات الزائفة والأراجيف الباطلة التي يروجون لها بوسائل إعلامهم في مختلف المحافل ، فلا بد من تكذيبهم وإهانتهم ومصارمتهم وعدم السكن في ديارهم والحذر من شبهاتهم وشهواتهم ، ولا بد من البراءة منهم ومن شركهم البراءة المطلقة ، وبغضهم البغض الكامل ، وأن تحقق فيهم مبدأ البراء ، الذي هو أصل من أصول عقيدة المسلمين ولو كره الكافرون ، ومن اغتر بهم من جهال المسلمين .
الخامس : أن تتيقن أيها المسلم أن الحرب التي يشنها الغرب على بلاد المسلمين ليست من أجل تحريرهم من القيود المفروضة عليهم وإنما هي حربٌ شعواء على الإسلام لإهلاك أهله ، وأن العداوة التي بيننا وبينهم إنما مبدؤها الاختلاف في الدين ، فهم كفار ونحن مسلمون ولن ترضى عنا الكفار يهوديةً كانت أو نصرانية إلا أن نتبع ملتهم ، فلا ينبغي تحريف ذلك بغرور القول وإحسان الخطاب ، فالحرب إنما هي على الإسلام والمسلمين ، من أجل دينهم الذي به يدينون ، وبناءً على ذلك فلا بد من إعداد العدة بتصحيح الاعتقاد ، ونشر العلم الشرعي المؤصل على الكتاب والسنة ونبذ الفُرقة ، وجمع الكلمة ، وتوحيد العدو ، وإزالة مظاهر الاختلاف ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، وأن لا تأخذنا الغفلة عن ذلك ، ويبعدنا دعاة السوء عن أصل القضية والله المستعان السادس : أن هؤلاء الصحفيين لا بد أن تُعرف أعيانهم حتى يُنفذ فيهم حكم الله تعالى ، فإنهم حربيون ، حلالٌ دمهم ومالهم ، وحقهم القتل انتصاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كانوا في بلاد غير بلادنا ، فلا بد من قتلهم ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث إلى كعب بن الأشرف من يقتله وهو في حماية يهود ، فمن آذانا في ديننا وسب رسولنا وسخر به مثل هذه السخرية فليس له عندنا إلا القتل ، فحكمهم في شريعتنا القتل ، ولو كنا نقدر عليهم لقتلناهم ، ولا يندفع عنهم القتل بالإسلام على القول الصحيح ، ولا عهد لهم عندنا ولا ذمة لهم علينا ، إلا أن تنفيذ هذا الحكم مرجعة إلا ولاة الأمر لا إلى آحاد الناس حتى لا تكون فتنة أكبر ، والمهم أن حكمهم عندنا وجوب قتلهم ، ولا حرمة لهم عندنا ، لكن يُقتلون بلا تمثيل بهم بعد موتهم ، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يمثل بمن قتلهم من أجل سبه ، وهذا حقه علينا صلى الله عليه وسلم أن ننتصر له بقتل سابه والساخر به ، ألا لعنة الله على الظالمين .
السابع : أن العدل أصل من أصول الإسلام ، فلا يجوز إيذاء أحد من هذه البلاد الظالمة لنفسها بحجة أن هؤلاء الصحفيين من بلادهم ، قال تعالى (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ، وقال تعالى (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ..). فالمجرم هو المستحق للعقوبة ، وأما غيره من الدنمركيين في سائر بلاد الإسلام فلا يجوز التعرض لهم ولا إيذاؤهم ، ولا إخافتهم ولا قطع الطريق عليهم ، لأنهم لم يفعلوا ما يوجب نقض العهد ، وإنما المجرمون هم هؤلاء الصحفيين ومن عاونهم على إظهار هذه السخرية ، وجرأهم على ذلك ، وأما سائر الدنمركيين في بلادهم أو في بلاد المسلمين فإنهم لم يرتكبوا ما يوجب معاقبتهم بنقض عهدهم ، فانتبه لهذا ـ بارك الله فيك ـ ولا يحملنك الغضب والحماس إلى تجاوز الحدود المشروعة لك . والله المستعان .
الثامن : أنه لابد من التواصل مع العلماء وولاة الأمر ، والنصيحة لهم والتعاون معهم على البر والتقوى والالتفاف حولهم ، وأن نصدر عن رأيهم وأن نرد الأمر إليهم ، قال الله تعالى ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ). ، فلا بد أن نكون يداً واحدة وصفاً واحداً وقوة واحدة مع ولاتنا من الأمراء والعلماء حتى تقوى شوكتنا ويعظم أمرنا ويعز جانبنا ، ولا ينبغي في مثل هذه الأوقات إثارة الضغائن على أحد من الأمراء ولا أحدٍ من العلماء حتى لا يتفرق الصف وتختلف الكلمة فنهون على عدونا ، ويسخر في مقدسات قلوبنا . والله أعلم .
التاسع : أن هذه القضية الخطيرة والنازلة الكبيرة والبلية العظيمة ، لا بد أن تكون من أول ما يناقشه المسلمون في مؤتمراتهم واجتماعاتهم التي تخص المسلمين كاجتماعهم في مجلس التعاون الخليجي ، واجتماعهم في قمة الدول العربية ، وفي المجامع الإسلامية التي تناقش القضايا الفقهية ، فلا بد من تفخيم هذا الأمر ، وتعظيم هذه المخالفة وأن يتفق ولاة أمور الدول الإسلامية على إنكارها وشجبها ، وأن يتفق العلماء على إنكارها وتهويلها في قلوب الكفرة ورد عدوانهم عليهم ، وذلك قبل مناقشة الملف الفلسطيني ، أو الملف العراقي ، فإن قضية سب النبي صلى الله عليه وسلم أعظم .. وأعظم.. وأعظم.. ولا يقاس بها شيء ، فلا بد من اتفاق الدول وولاتها وعلمائها وتجارها ووجهائها وعامة أفراد شعبها على الإنكار والشجب ، والتحذير من مغبة هذا الأمر ، لاسيما الدول التي تمثل الجانب الأكبر من تجمع المسلمين كدول الخليج والشام ومصر وليبيا والجزائر والمغرب وسائر الدول الإسلامية الأفريقية والآسيوية ، فلا بد من اتفاق الجميع على تعظيم ذلك وإنكاره الإنكار الكامل ، المرة بعد المرة ، وأن تطرح هذه النازلة عالمياً على كافة الأصعدة وفي سائر المؤتمرات ، وفي هيئة الأمم ومجلس الأمن كما يسمونه ، ولا بد من مطالبة الدول الإسلامية جميعاً بالأخذ على يد مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء ، وحرمانهم من الكتابة بعد ذلك ، لأنهم تجاوزوا حدود الأدب والحرية والديمقراطية ، وعبثوا في دين الأمة وانتهكوا أعزُّ ما تعظمه ، فإن هذا الإنكار العام يوجب رضا الله تعالى ، وتيسير الأمور ، ورحمة هذه الدول وازدهار الاقتصاد ، ورغد العيش ، وانكشاف الكربة ، وعظيم الجزاء ، بل إن الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب شفاعته صلى الله عليه وسلم ، وفضل الله واسع لا حدود له . والله المستعان .
العاشر : أن يعلم الجميع أن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم هي الإيمان به واعتقاد أنه أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وصاحب الشفاعة العظمى والحوض المورود ، وأن شريعته هي أكمل الشرائع وأحبها إلى الله تعالى ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وتصديقه فيما أخبر ، وأن لا يعبد الله تعالى إلا بما شرع ، والصلاة والسلام عليه كلما ذكر اسمه ، وأن يقدم قوله على كل قول ، وأن نقدم محبته على كل محبة ، وأن نؤمن بما ورد له من فضل وخصائص قد اختصه الله تعالى بها ، فلا بد من نشر هذه الحقوق وتعليمها لعامة المسلمين وطَرقِها دائما في المجالس الدولية والمجامع ، وفي جميع المحافل من باب التعليم والتذكير .
الحادي عشر : أنه لا بد من التواصل مع الذين أسهموا في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه النازلة الكبيرة بالشكر والعرفان ، وتذكيرهم بأن هذا هو الواجب عليهم ، وبعث جانب التعبد في قلوبهم ليكون عملهم خالصاً لوجه الله تعالى ، سواءً أكانوا ملوكاً أو أمراء أو علماء أو تُجَّاراً أو من عامة المسلمين ، وأن نعلم ـ إن شاء الله تعالى ـ أن هذه النازلة من الخير ، لأنها ذكرت المسلمين بحق نبيهم ، وأثارت جانب المحبة والنصرة له ، وصارت سبباً عظيماً في توبة كثير من المذنبين وانتباه جمع كثير من الغافلين ، وكما قال الله تعالى (لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ.. ) .
أسأل الله أن يرد كيد الأعداء في نحورهم وأن يجعل الدائرة عليهم ، وأن ينصر دينه ، ويُعلي كلمته ، وأن يكفيناهم بما شاء ، إنه هو السميع العليم القوي العزيز . والله ربنا أعلى وأعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبيان إلا الحبيب صلى الله عليه وسلم |
| |
|